يوم من دفتر مذكراتي....

رثاء..

إلى صديقتي...




بعد ساعتين من الرحيل..ذهبت أتفقد مكتبها...ذلك المكتب العفوي..الفوضوي...الذي طالما تمنيت أن أتربع على كرسيه و لو ليوم واحد...
ذهبت أشم بقايا أنفاسها...و ريحة عطرها...

تنفست بعمق...

و أخذت أتحسس المكان من كل أعماقي...

أوراق متناثرة.... حافظة أقلام طفولية... خربشات على الجدار... و رسومات أنمي...
إهداءات ملصقة ف كل مكان...

كل شيء كما هو..

إلا أنت يا خولة ...!

لم تكوني هناك كعادتك....

رحلت..

و ياليته رحيل من المكتب فقط...او من الجامعة...

غادرت الدنيا بأكملها...

و تركت خلفك جروحا غائرة....لن تشفى إلا بإذن الله...

----

رأيتهم يضعون اللوائح....و الخرائط التي توضح وجهة الصلاة عليك...

ذهبت معهم إلى حيث تكمن جثتك يا خولة ...!

صديقتي...

بالأمس صلينا معاً...

و اليوم...صليت عليك صلاة لا ركوع فيها ولا سجود...

سكبت الكثير من الدموع... و دعوت الله كثيرا...أن يرحمك و يثبتك عند السؤال...

---

قابلت اختك...لأول مرة في حياتي...

و ياله من شبه...!

و كأن خولة واقفة أمامي...

عانقتها بكل ما أوتيت من قوة...

و بكيت..

و بكيت..

و بكيت..!

و لم أتمنى أبداً أن اخرج من تلك المصلى..

لكني على يقين...

بأنك لن تمكثي فيه طويلاً..

فهنالك كفن و لحد بانتظارك....!

---

أشتاق لك...من قلبي.. و كل جوارحي..
اشتقت ابتسامتك العذبة... التي كانت تحيي كل نسمة أمل فيني كلما يأست و تحطمت...



إنا لفراقك محزونون يا خولة...

إن العين تدمع..و القلب يحزن.. و لا نقول إلا ما يرضي ربنا..